مقدمة حول العولمة
أخذت العولمة حيزاً لا بأس به في الأدبيات العربية السياسية منها
والاقتصادية والثقافية ، حتى اعتقد البعض – للأسف الشديد – أنه هو صانعها . وهذه
المشكلة من المشكلات التي نعاني منها نحن العرب (حتى أطلق على الفرد منا " العالم
بكل شيء ") ، وهذا شأننا مع الكثير من المصطلحات الأخرى التي تنتجها مجتمعات وأقوام
لا علاقة لنا بها ، إلا أننا ندافع عنها مع عدم علما بأصولها وأهدافها .
فالعولمة ليست نتاج الوقت الراهن الذي نعيشه ، وإن كانت قد
ازدهرت فيه وانتشرت.ومما جعل مصطلح العولمة يبرز الآن هو سقوط الاتحاد السوفييتي
والثـورة العلمية . والعولمة شأنها شأن أي مستجد آخر يؤيده البعض ويرفضه البعض
الآخر ، وهذا ما حاولت بيانه .
وإذا أردنا أن نقترب من صياغة تعريف العولمة ، فلابد أن نضع في
الاعتبار ثلاث عمليات تكشف عن جوهرها ، فالعملية الأولى تتعلق بالانتشار السريع
للمعلومات ، والثانية تتعلق بتذويب الحدود بين الدول ، والثالثة زيادة معدلات
التشابه بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات . كل هذه العمليات قد تؤدي إلى نتائج
سلبية لبعض المجتمعات وإلى نتائج إيجابية للبعض الآخر .
ويرى المفكر السوري المعروف أستاذ الفلسفة صادق جلال العظمة ،
أن العولمة هي : " وصول نمط الإنتاج الرأسمالي عند منتصف هذا القرن تقريباً ، إلى
نقطة الانتقال من عالمية دائرة التبادل والتوزيع والسوق والتجارة والتداول ، إلى
عالمية دائرة الإنتاج وإعادة الإنتاج ذاتها " . وهناك تعريف آخر وضعه الاقتصادي
المصري د . عمرو محي الدين ، يفيد أن " النظام الاقتصادي الدولي الذي اتضحت خطوطه
العامة وملامحه الرئيسيـة مع بداية التسعينــات .. يتسم بعدد من الخصائص المهمة ،
هي انهيار نظام ( اتفاقيات) بريتون وودز ، وعولمة النشاط الإنتاجي والنشاط المالي ،
واندماج أسواق المال،تغير مراكز القوى العالمية وتغير هيكل الاقتصاد العالمي
وسياسات التنمية " .
وقد رأى المفكر السياسي المصري السيد ياسين " أن جوهر عملية العولمة يتمثل
في سهولة حركة الناس والمعلومات والسلع بين الدول على النطاق الكوني " .
كما يعرف د . محمد الأطرش ( اقتصادي عربي من سوريا و وزير
سابق ) العولمة بأنها تعني " اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات
المباشرة وانتقال الأموال والقوى العاملة والثقافات والثقافة ضمن إطار من رأسمالية
حرية الأسواق ، وتالياً خضوع العالم لقوى السوق العالمية ، مما يؤدي إلى اختراق
الحدود القومية وإلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة .
بذلك نرى أن الباحثين والمفكرين قد تعددت مناهجهم في تعريف
العولمة ، فبعضهم ركز على أبعادها وتجلياتها المختلفة مثل د . عمرو محي الدين
والسيد ياسين ، وبعضهم الأخر مثل د . صادق العظم والدكتور الأطرش فضلا أن يقدما
تعريفاً صورياً جامعاً للعولمة . أما بالنسبة لي فأنا أرى أن العولمة بمفهومها
المعاصر تعني أن يعيش العالم في قرية صغيرة ، يتناسى من خلالها الحدود التي كانت
تفصل الدول عن بعضها البعض ، مع وجود مصلحة عامة يسعى إليها كل الأفراد . وبذلك فقد
كانت بداية انطلاقة العولمة هي إزالة العراقيل والعقبات التي تحول دون تلاحم
العالم ، كحرية التجارة الخارجية وتنقلها بين الدول دون قيود ، وإزالة الضرائب
المفروضة على السلع الأجنبية .فبداية العولمة كانت اقتصادية ، ولكن هذه العولمة
الاقتصادية ارتكزت على عدة أعمدة ، مثلت بتجمعها الجوانب المختلفة للحياة ( الجانب
السياسي والثقافي والاجتماعي والديني بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي الأم )
.
العولمة
واثرها على الثقافة
لقد تضافرت بعض العوامل لضرب الدور التقليدي للثقافة ، تحت شعار الثقافة
العالمية والهوية الواحدة ، ومن أهم تلك العوامل ما يلي :
1. الغزو
الثقافي / وهي أن
تقوم الثقافة الأصلية باستعارة العديد من العناصر الثقافية في الثقافة الأخرى ،
وتلك العملية تؤدي إلى زوال عدد كبير من عناصر الثقافة الأصليـة ، مما يؤدي إلى
احتلال الثقافة الأخرى مركزاً متقدماً لشعوب الثقافة الأصلية .
2. التجديد / وأنا لا
أعني بالتجديد ، الاختراعات والاكتشافات والابتكارات ، سواء كانت مادية كالأدوات
الجديدة ، أو غير مادية كطرق جديدة للعيش والتعامل ، وإنما أقصد به تلك العملية
التي يقوم بها مجتمع من المجتمعات ويستورد كل ما هو جديد من ثقافات وحضارات أخرى
دون الحصول على التكنولوجيا العملية لتلك الحاجات ، مما يؤدي إلى وجود تبعية ثقافية
وحضارية موجهه .
3. العولمة
(الأمركة ) / إن تأثير
العولمة على الثقافة يمكننا رؤيته بوضوح من خلال المنظور الاقتصادي للقضية ككل ،
فالعولمة تعني ، احتكار الشركات الكبرى والدول القوية لعناصر ووسائل الإنتاج في
بلدانهم والبلدان الأخرى ، مما يؤدي إلى زيادة الوضع التبعي ، والعولمة تؤدي إلى
زيادة الاستهلاك في مقابل انخفاض الإنتاج .
وفيما يلي سوف نتفرغ إلى تأثير العولمة
على بعض العناصر الثقافية الأساسية ، لنستوضح من خلاله التغيير الاجتماعي الذي برز
مع حلول العولمة في المجتمعات الإنسانية وبالأخص العربية منها
.
أولاً : التقاليد والأعراف :
التقليد هو ما تقلد به مجتمع من المجتمعات منذ قدم الزمان وهي
عادةً ما تترادف مع العادات ، أما الأعراف فهي كل الأمور التي تعارف عليها مجتمع من
المجتمعات ، مع أن كل م العادات والتقاليد والأعراف موروثة م السلف إلى الخلف .
وكثيراً ما تحدد تلك العادات والأعراف ، النظام الاجتماعي والبناء الاجتماعي في
مجتمع من المجتمعات ، بل قد تصل مجموعة من الأعراف إلى صياغة دستور أو قانون يتبعه
كل الأفراد في مجتمع معين .
تلك هي مجموعة من العناصر اللامادية في الثقافة ، حسب ما يراه
البعض ، وتتميز بأنها من الصعب أن تنقل إلى جماعة أخرى ، إلا عن طريق الغزو الثقافي
الموجه ، إلا أن العولمة بمفهومها الأمريكي ، استطاعت أن تحدد مسار معين تتبعه معظم
العناصر الثقافية ، وعموماً يمكننا بيان تأثير العولمة على كل من العادات والتقاليد
والأعراف من خلال النقاط التالية :
q الهجوم على الزي
الشعبي والمحلي / فقد
تمكنت العولمة من القضاء على الثوب الخليجي في دول الخليج ، حتى أخذت العديد من
المجتمعات الخليجية بالاستعانة بالملابس الغربية ذات الدلالة الرافضـة للتقاليـد
والأعراف ، كما هو الحال في لباس ( الفونكي والستريب والستريج ) .
q الانتقال من
العائلة المتماسكة إلى جوهر العائلة المنفصلة
/ وذلك عن
طريق بث الأفكـار والبرامج التي تعبر عن سخط تلك المجتمعات على كل ما هو قديم قدم
البشرية ، فالعيش في جو الأسرة الممتدة ، يؤدي إلى كبت المواهب والمسئوليات ، ويؤدي
إلى ظهور بعض العادات السيئة كالاتكالية والاعتماد على الغير في تلبية الحاجات ،
وذلك حسب ما تدعيه شعوب تلك المجتمعات .
الانتقـال من نمط البيت التقليدي إلى نمط
البيت العصري / وأنا
أقصد بذلك الانتقال ، هدم بعض من العادات والتقاليد والأعراف التي كانت متبعة في
السابق ، كحرمـة المرأة في التبرج والعمل الحر ، ومنع الغرباء في الدخول إلى بيت
العائلة الفسيح ، نظراً لوجود من هم في حاجة للأمان ( الأطفال والنساء ) ، أما
حالياً ، فنرى أن الأخ يصطحب صاحبه وأخته إلى مشاهدة بعض المسرحيات أو التسوق .
q كذلك أصبحت
اللغة المميزة لأي مجتمع من المجتمعات ، لغة ثانوية بالمقارنة مع اللغة الإنجليزية
والفرنسية ، ذلك لأن مفهوم العولمة مفهوم غربي مصطنع لخدمة مصالحهم الغربية .
ثانياً : القيم والأخلاق :
تمثل القيم والأخلاق لمجتمع معين ، النظام الأخلاقي الذي يحقق العدل
والمساواة وينظم العلاقة بين الدين والحياة من جهة والدين والفرد من جهة أخرى ، إلا
أن اللعب في تلك الدوامة الخطيرة للحياة الاجتماعية لأي مجتمع من المجتمعات يمثل
تهديداً مباشراً لبقائه ، حيث إن التفاعلات التي تحدث بين الأفراد والمجتمعات يجب
أن تصاغ في ضوء نظام يحدد حقوق وواجبات كل منهم . ويمكن بيان تأثير العولمة على
القيم والأخلاق من خلال النقطتين التاليين :
¨ إن الحديث
عن عولمة الاقتصاد وعولمة الثقافة ، يتبعها الحديث عن عولمة الأخلاق ، أي أن تقوم
الجماعات البشرية باتباع نظام معين للأخلاق يكون مستقلاً عن كل من العلم والسياسة
باعتبار أن موضوعات الأخلاق تختلف عن موضوعات العلم ، وذلك ما يؤدي إلى زوال
الخصوصية الأخلاقية لكل مجتمع . مما يؤدي إلى وجود ممارسات ممنوعة عند أ ولكنها
مباحة عند ب ، فكيف يقبل أ بها .
¨ إن الحديث
عن الأخلاق ، يتبعنا أيضاً للحديث عن الدين ، حيث أن العولمة تناقض واضح للتسامح
بين الأديان ، ولا يمكننا أن نعرف جوهر تلك العمليــة الأمريكية ، إلا من خلال
المصالح التي تسعى إلى تحقيقها
ثالثاً : الهوية العربية :
يرى البعض أن الهوية هي الكينونة أو الوجـود ، أما الهوية العربية فهي
كينونة الأمة العربية ، وعلى الرغم من عدم وجود دولة عربية واحدة ، إلا أن ذلك لا
يمانع من وجود هوية تجمع شعوب العالم العربي . إلا أن العولمة تحارب الهوية العربية
وذلك من خلال :
¨ ترى العولمة
أن الحديث عن وجود هويات مختلفة في العالم يؤدي إلى مزيد من الانقسام ، وأنا أعتقد
أنها تناست أن الاختلاف في بعض الأمور يشكل تكامل لها ، مثلها مثل التخصص في مجتمع
معين .
¨
كذلك تدعو العولمة إلى إغلاق الجانب التاريخي للإنسانية ، وفتح المجال للوضع الجديد
في التبلور والإبداع ، وذلك ما تناقضه الهوية العربية ، على اعتبار أن التاريخ
المشترك عنصر من عناصر الهوية .
لو تمعنا بوجود هوية عربية مميزة ، وعولمة جامعة للعالم ، نرى أن ذلك لا
يؤدي إلى الإنتاج بالمعنى الشامل ، مما يدفعنا إما لاتباع العولمة أو الصمود
والدفاع عن هويتنا العربية .
العولمة بين مويد ومعارض :
العولمة ، كأي ظاهرة علمية تظهر على الساحة العالمية لابد لها من مؤيد وعارض
، ويحاول كل فريق إثبات صحة مزاعمه ، وإسقاط ادعاءات الفريق الآخر ، وبذلك تكون
للعولمة إيجابياتها التي يدافع عنها الفريق المؤيد ، وسلبياتها التي يوضحها الفريق
المعارض ، وسوف نحاول في السطور التالية توضيح آراء وادعاءات كل فريق .
( 1 ) : فريق المؤيدين للعولمة :
يدعو مؤيدو العولمة إلى " التعامل مع الظاهرة دون قلق ، لأنها
ستساند الدول الفقيرة ، وستخلق فرص عمل جديدة "، ويرى المتأثرون بهذه الدعوى من
الباحثين العـرب ضرورة اللحاق بما تفرضه العولمة على المستويات الاقتصادية
والتكنولوجية والثقافية ، حتى لا نبقى خارج العصر أو حتى لا يفوتنا قطار التقدم أو
يدهسنا .
ويستشهد هؤلاء الدعاة بتجارب كثيرة حصلت في العالم تبرر في نظرهم اختيار
العولمة من خلال المقارنة بين مستويات النمو وعائد الفرد في كل من ألمانيا الغربية
وكوريا الشمالية والجنوبية والصين وتايوان …كما أن التكنولوجيا الحديثة تجعل
العولمة ممكنة ، ولا مفر بالتالي نظراً لهذا الترابط بين الاقتصاد والتكنولوجيا من
قبول العولمة لما هي سمة العصر الحالي الذي نعيش فيه .
( 2 ) : فريق المعارضين للعولمة :
أما المعترضون على الظاهرة والمشككون في الفوائد المزعومة لها ،
فسلاحهم الموجه ضدها ركيزتا الاقتصاد والثقافة . وأما التصويب فهو على ( الأمركة)
التي تسعى إلى فرض نموذجها وهيمنتها على العالم ، فالعولمة إطار لنظام اقتصادي
عالمي يقوم على
إيديولوجية ومفاهيم الليبرالية الجديدة …
ولم تقدم العولمة من غايات وأهداف سوى وعود ويقين غيبي بالرفاه والعدالة
كذبته المقدمات والنتائج الملموسة حتى الآن ، وأن الشكل المطروح هو عولمة لـ 20 %
من سكان العالم ، وتغييب وتهميش لما يقارب 80 % من سكانه ، وهذا الأمر لا يستقيم
معه مفهوم النظام العالمي المتوازن وإنما ينطبق عليه مفهوم ( الهيمنة والسيطرة )
.
المجتمعات العربية
والعولمة
1- الخصوصية الثقافية للمجتمع العربي :-
المجتمع العربي من المجتمعات العريقة ، الذي حافظ عبر قرون مضت
على ثقافة إسلامية عربية واحدة ، تمايزت هذه الثقافة عن الثقافات الأخرى كالفارسية
والرومانية والإغريقية وتفوقت عليها .
وقبل البدء في دراسة العولمة ومدى توافقها في المجتمعات العربية
، يجب علينا التعرف على الجوانب المختلفة التي تعيشها المجتمعات العربية . فالأوضاع
الاقتصادية تعتمد أساساً على النفط الذاهب في الاندثار ، وترتكز على المنتجات
العربية التي تعد من منتجات العالم الثالث ذو الجودة الضعيفة ، والقدرة التنافسية
المنخفضة .
وسياسياً ، فإن المجتمعات العربية تعاني من أنظمة حكم شبه
سلطوية ، قائمة على رضا وقبول الشعب لها (ولو بجزء ضئيل من الشعب ) ، فإن أرادت
الأنظمة الحاكمة تكييف مظاهر العولمة بشرط ألا تتعارض مع مصالحها ، لفعلت ذلك .
وبذلك فإذا كان المجتمع العربي يعيش في ظل أنظمة حكم مستبدة ،
فإن أشد ما تكون حاجته لغزو العولمة عليه - كما يدعي البعض – ولكن تلك الحجة ليست
كفيلة بأن نقوم بفتح الأبواب على مصراعيها لدخول العولمة ، نظراً لما توفره بعض
الأنظمة العربية لشعوبها من الخدمات والدعم ووسائل الترفيه والرفاه ، حتى انتقلت
تلك الدول من دول مصالح إلى دول رفاه ( دول الخليج ) .
كذلك فإن التأثير الاقتصادي للعولمة على تلك المجتمعات ،
المعتمدة في بقائها على سلع ومنتجات ضعيفة ، سيكون ذو تأثير سلبي خصوصاً بعد فتح
الأبواب الجمركية لتلك السلع الأجنبية التي سوف تدخل وتكسح الأسواق المحلية وتنثرها
قال تعالى :"إن تنصروا الله ينصركم " صدق الله العظيم ، وطرق
نصر الله ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، الحفاظ على الإسلام وثقافته المميزة .
2- المجتمع العربي … بين الأخذ بالعولمة
وتركها :-
نتيجة للانقسام العالمي اتجاه العولمة بين فريقين مؤيد ومعارض ،
فإن المجتمع العربي لا يعيش في عزلة عن التطورات التي تحدث في الساحة العالمية ،
وبذلك انقسم المجتمع العربي إلى تيارين :
أولاً: تيار الأخذ بالجوانب الإيجابية
للعولمة /
يدعي هذا التيار أن للعولمة جوانب سلبية وأخرى إيجابية ، وأن
إيجابياتها في غاية الأهمية ، خصوصاً بعد تطبيقها في المجتمعات العربية ، ونرد على
أصحاب هذا الاتجاه ، بأن بداية الأخذ بالجوانب الإيجابية ، تؤدي إلى اتباع ما يلي :
1. تحرير التجارة الخارجية والمساهمة فيها .
2. إزالة كل العراقيل والعقبات أمام السلع الأجنبية لاكتساح الأسواق المحلية .
3. إتاحة فرصة التنافس التجاري بين السلع الأجنبية والسلع المحلية .
بطبيعة الحال التجارة الخارجية خارجة عن طوعنا ، لأن الولايات المتحدة
والسوق الأوروبية هما اللذان تتحكمان بالتجارة الخارجية وتحريرها ، ونحن لا نستطيع
المساهمة فيها لعدم امتلاكنا للرأس المال اللازم فيها .فإذا ارتضت المجتمعات
العربية الأخذ بالاعتبارات السابقة ، فإنها سوف تجعل نفسها أمام مواجهة مصيرية بين
الجودة العالية للمنتجات الأجنبية وبين الجودة الرخيصة للمنتجات العربية المحلية
.
ثانياً: تيار يناشد
بعدم التورط في العولمة /
هذا التيار كشف اللعبة الخطيرة التي قامت بها منظمة الاقتصاد
العالمي ( الجات) ، تحت ضغط الشركات متعددة الجنسيات ، التي تلعب دوراً سياسياً
واقتصادياً في الضغط على حكومات الدول . ويعطي هذا التيار المبررات التالية :
1. الدخول في
لعبة العولمة يعني البقاء للأقوى ، والمجتمعات العربية ليست بدرجة عالية من القوة
لمواجهة لعب غربية تمس ثقافته .
2. إذا كان
البقاء للأقوى فإن دول العالم الثالث ، تكون بين خيارين :
-إما الانضمام إلى دول أخرى : وبذلك تكون تلك الدول لا وجودية ، وهذا ما
ترفضه معظم الدول .
-أو القبول بالمواجهة : والتي سوف تحدد من سيبقى .